لم يسمع بها العالم
تحفة نادرة بالقلعة تفوق روعة الموناليزا
محيط ـ هالة الدسوقي
قالوا أنها تفوق لوحة الموناليزا روعة وجمالا وتستحق أن توضع بمتحف مستقل، لكن لم يسمع أحد عن هذه اللوحة النادرة ولم تأخذ نصيبها من الشهرة العالمية، رغم كونها تحفة فنية تصور الملك فؤاد الأول يضمها قصر الضيافة بقلعة صلاح الدين مع مجموعة أخرى من لوحات عائلة محمد على باشا الملكية .
وبحسب ما تؤكده مصادر مختصة، يكمن سر جمال وروعة هذه الصورة في أنها تنظر في جميع الجهات، وليس فقط بالعينين كما في صورة الموناليزا، ولكن بالجسد كله، فالرأس والجذع والقدم والعصا وكل محتويات الصورة تتحرك في كافة الاتجاهات، وسوف تتعجب عندما ترى الصورة تلاحقك بتفاصيلها يمينا ويسارا .
وتشير التقديرات إلى أن هذه اللوحة تكلفت 20 ألف جنيه في الوقت الذي كان فيه الجنيه المصري أغلى من الجنيه الذهب، ويطلق على هذه النوعية من الفن (البعد الثالث في الرسم) .
ونظرا لعدم وجود "توقيع" على اللوحة فلم يكن معروف الفنان الذي قام برسمها، إلا أن الملك أحمد فؤاد نجل الملك فؤاد الأول كشف عن شخصيته في إحدى زياراته لقصر الضيافة بالقلعة، حيث قال أنه فنان مجري يسمى لاظلو، والذي استغرق سنتنين كاملتين لحين الانتهاء من عمله في اللوحة .
أما عن سبب عدم إمضاء لاظلو على اللوحة فكانت عن رغبة للملك فؤاد الأول، حتى لا تعلو شخصية الرسام على شخصيته، وحتى لا تسمى اللوحة بـ "لوحة لاظلو" بل تسمى لوحة الملك فؤاد .
ومن واقع تلك الأهمية، طرحت شبكة الأخبار العربية "محيط" هذا التساؤل على الخبراء: هل بالفعل تفوق هذه اللوحة الموناليزا روعة ؟ ولماذا لم يسمع بها أحد ولم تلق الترويج الذي تستحقه ؟
يجيب الناقد كمال الجويلي رئيس الجمعية المصرية للنقاد المصريين قائلا أن اللوحة ذات قيمة فنية عالية وتستحق الدراسة والتحليل من قبل الفنانين التشكيليين على مستوى العالم .
مضيفا أن هذه اللوحة لم تأخذ نصيبها من الشهرة التي تستحقها، حيث ينتمي "لاظلو"، الفنان الذي رسمها للمدرسة الكلاسيكة الجديدة، التي أخذت على عاتقها إحياء قيم عصر النهضة الفنية، ومن مشاهيره ليناردو دافنشي ومايكل أنجلو.
الموناليزا حيرت العالم
وعلق على مقارنة لوحة عباس الأول بلوحة الموناليزا، بأن المقارنة ليست في محلها، فلوحة فؤاد الأول قيمتها الفنية كبيرة ولكن تقارن بمثيلاتها من لوحات الملوك في أسبانيا وإيطاليا وفرنسا وليست الموناليزا، المستمدة شهرتها من خلال بسمة صاحبتها المحيرة.
أما د. محمود مبروك رئيس قطاع المتاحف سابقا فيرفض رفضا قاطعا مقارنة لوحة فؤاد الأول بلوحة الموناليزا، ويؤكد أنها لوحة ذات قيمة ولكن لا تصل إلى بأي حال من الأحوال للموناليزا .
وينفى مبروك أن يكون تحرك اللوحة بتفاصيلها مع المشاهد لها يمينا ويسارا جانبا من الإبداع، حيث أنها ميزة تحملها الكثير من اللوحات، بل أن الصور الفوتوغرافية تحمل نفس الصفة ويمكن لمن يشاهدها أن يجد نفس النظرة من أي اتجاه، وبالتالي ليست ميزه مقتصرة على لوحة فؤاد الأول.
ويرفض أن يكون هناك تقصير في الترويج عن اللوحة من جانب الدعايا للآثار المصرية في دول العالم المختلفة، معللا ذلك بأن الأعمال الفنية الجيدة تروج لنفسها وتبقى على مر الزمان، مؤكدا أن شهرة اللوحة ليست بالقليلة فيكفي ما يعرفه عنها السياح من أنحاء العالم عندما يأتون في زيارة إلى مصر ويتوجهون ضمن رحلتهم إلى القلعة التي تحتضن هذه اللوحة .